منتديات الإرشاد و التوجيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى متخصص في الإرشاد و التوجيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صعوبات التعلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mellak sanaa
عضو مميز
عضو مميز
mellak sanaa


عدد المساهمات : 142
نقاط : 430
تاريخ التسجيل : 11/12/2012
العمر : 42

صعوبات التعلم   Empty
مُساهمةموضوع: صعوبات التعلم    صعوبات التعلم   Emptyالإثنين يناير 07, 2013 9:50 pm



تعتبر صعوبات التعلم إحدى المشكلات الحديثة نسبيا ،ويوصف به أولئك الذين يعانون اضطرابا أو قصورا في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية،الخاصة بفهم اللغة المنطوقة أوالمكتوبة،ويظهر هذا القصور في نقص المقدرة على الاستماع أو الكلام، أو الكتابة،أو القراءة،أوالتهجي،أو العمليات الحسابية،أوالمهارات الاجتماعية ،وليس لديهم مشكلات تعلم ناجمة عن إعاقات حسية أخرى ،كالصمم أو ألعمي،أو عقلية أو حركية أو انفعالية،أو ظروف بيئية اجتماعية اقتصادية وثقافية غير مناسبة .وقد يرجع هذا القصور إلى مشكلة نوعية خاصة،تتعلق بوجود خلل،أو تأخر في نمو الجهاز العصبي المركزي .
هذا الموضوع يحاول أن يلفت لتوجيه هذه الفئة بالطرق والأساليب المناسبة للتغلب على صعوباتهم ومسايرتهم لأقرانهم العاديين ، كما يتطلب تكوين المدرسين وتدريبهم على استخدام برامج علاجية ملائمة،بالإضافة إلى تحسيس الوالدين بضرورة المشاركة الإيجابية مع المدرسة،كما يتطلب في الوقت نفسه بناء البرامج الإرشادي على المستوى النفسي والاجتماعي،كما أن صعوبات التعلم تؤدي إلى ضعف التحصيل الأكاديمي،وهذا يؤدي بالتلميذ إلى تكوين تصور سالب عن ذاته، حيث يتسم بالاندفاعية وضعف القدرة على التعلم،ومن ثم يكون أكثر عرضة لان يكون جانحا في سلوكه .

أن خبرات الفشل والرسوب المتكررة التي يعيشها الأطفال ذوي صعوبات تعلم، تجعلهم لايستطيعون أن يتحكموا فيما يوكل إليهم من مهام،كما أنهم لايستطيعون أن يتحكموا في تحصيلهم وأداءهم،وان مجهوداتهم التي يبذلونها تبدوا لا نفع فيها ،الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض المثابرة والجد في أدائهم للأعمال المدرسية بتمكن واقتدار،وكل هذا يؤدي إلى احتمال الرسوب والفشل لديهم،كما يعززا لاعتقاد بأنهم غير قادرين على التحكم والسيطرة بكل ما يحيط بهم .
يزداد الأمر سوءا إذا ما تم نقل ذوي صعوبات التعلم، من فصول العاديين إلى فصول التربية الخاصة ، إذ يؤدي ذلك إلى شعورهم بوصمة عار من الناحية الاجتماعية،ويولد لديهم إحساسا بأنهم أطفال متخلفون عن الأطفال العاديين، الأمر الذي يؤثر على مفهوم الذات لديهم،وانخفاض دافعية التمكن والرغبة في التحدي والاستقلالية،كما يقل اعتمادهم على ذاتهم .
كل هذا يجعلنا نعطي خصوصية الاهتمام لصعوبات التعلم ،لان الصعوبة وآثارها المتراكمة،تترك لنا شخصا مهلهل من الناحية النفسية،لايتسم بقوة الشخصية ولا كفاءة الأنا،الأمر الذي يجعله فردا غير سوي وغير مبالي بقدراته وإمكاناته الذاتية ، وعرضة أكثر من غيره لان يكون جانحا على النظم الاجتماعية.

تـــــمــــهــيـــد:


من بين فئات التربية الخاصة، أو فئات غير العاديين نجد فئة صعوبات التعلم، و قد تعرضت هذه الفئة (صعوبات التعلم) في واقع الأمر لكم كبير من الجدل الذي دار بين الكثيرين من المختصين و ذلك لتحديد طبيعة هذا الموضوع على وجه الدقة، و محاولة تفادي الكثير مما دار بينه و بين المفاهيم الأخرى.
و مما تلا نجد أن هناك ثلاث مصطلحات مختلفة تداخلت، و تشابكت فتشابكت معها معارفنا بها، و تعقدت، فضاعت الحقيقة في غالب الأمر:

1- صعوبات التعلم
2- التأخر الدراسي
3- بطء التعلم.

و نظرا لأهمية و خطورة هذه الظاهرة نفسيا و اجتماعيا و انتشارها في ذات الحين، كان علينا كباحثين في مجال الإرشاد المدرسي خاصة، السعي من أجل الإحاطة و الإلمام بأسرار كل ما له صلة بصعوبات التعلم بُغية التكفل بها، و منه، هل من طُرُق و أساليب إرشادية مدرسية في التكفل بصعوبات التعلم ؟

و للإجابة على هذا التساؤل يتوجب علينا تحديد مفهوم صعوبات التعلم في ظل تشابك المصطلحات الثلاثة الأنفة الذكر،ولماذا يعتبرمن المهم بالنسبة لنا أن نفهم صعوبات التعلم ؟

التطور التاريخي لصعوبات التعلم :
تعتبر نقطة بداية ميدان صعوبات التعلم عام 1800 حين بحث أخصائي الأعصاب الألماني فرانسيس جال ( Franceis Gall ) في بعض الإصابات المخية لمجموعة من المراهقين الذين يعانون ضعفا في القدرة على التعبير والحديث ( اضطرابات لغوية من مظاهر صعوبات التعلم ) ، وتوالت الأبحاث التي تفيد بوجود علاقة بين الإصابات المخية واضطرابات اللغة بأنواعها المتعددة من العجز اللغوي في الكلام والقراءة والكتابة ومنها أبحاث بروكا 1860 وفيرنك 1872، وتبعهم هنشليوود طبيب العيون البريطاني الذي استنتج أن سبب فشل القراءة عند الأطفال لا يرجع إلى مشاكل بصرية، ومع بداية القرن العشرين تزايد اهتمام علماء النفس أيضا بتقييم الجوانب المصاحبة لتلك الصعوبات ، وعندما قدم العالم بينيه مقياس بينيه للذكاء عام 1905 ، أصبحت الخطوة الأولى نحو الاهتمام بتطوير القدرات العقلة للأطفال المتخلفين عقليا ،و قد ساهمت دراسات علماء النفس حول مفهوم الذكاء في التقدم في موضوع صعوبات التعلم ( كيرك وكالفنت ، 1988 ) .

وفي الفترة التي امتدت من بداية القرن العشرين وحتى عام 1960 كان حقل صعوبات التعلم يلحق بميدان التربية الخاصة ، وكان لعلماء الأعصاب وعلماء النفس دورا كبيرا في نشر هذا الميدان في تلك الفترة ، حيث شهد مفهوم التربية الخاصة الاهتمام والوعي على مستوى المنظمات والسياسات الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية بحق هؤلاء الفئة في الحصول على فرص تعليمية متكافئة وتم لها ذلك.

ومنذ عام 1960 بدأت ثمار البحوث والنظريات في مجال صعوبات التعلم في الفترة السابقة تقطف ثمارها ، وكان أولها فصل هذا المجال عن مجال التربية الخاصة التي كانت تضم فئات التخلف العقلي والمعوقين حركيا وانفعاليا وسمعيا وبصريا وذوي البطء في التعلم والذين يعانون من الحبسة الكلامية والأمراض النفسية ، و من الذين ساهموا في التربية العلاجية في الولايات المتحدة في تلك الفترة العالمين شتراوس 1940 ولنتن 1947 اللذان شجعا أهالي الأطفال ذوي صعوبات في التعلم على افتتاح فصول خاصة لهم ، وتطور مسمى مفهوم صعوبات التعلم من الإصابات الدماغية ثم أعراض شتراوس ثم الخلل الوظيفي البسيط للمخ وأخيرا صعوبات التعلم ، وكل مصطلح يعكس مفهوم كل فترة فبعضهم وضع على أساس المسببات العضوية ، والبعض الآخر وضع على أساس السلوكيات الناتجة ، و يمكن القول بأن عقود الاربعينيات والخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين لم تشهد وجود حقل معروف ومعترف به رسميا لصعوبات التعلم ، بالرغم من أن الباحثين والعاملين في العيادات المدارس كانوا يتعاملون مع هذه الفئة تحت مسميات مختلفة .

ويعود الفضل في اعتماد مصطلح صعوبات التعلم الى العالم صاموئيل كيرك ، حين تحدث في مؤنمر " اكتشاف مشكلات الطفل المعاق ادراكيا " ، الذي عقد في شيكاغو ، عن حقوق هذه الفئة من الاطفال التي حرمت من خدمات التربية الخاصة المخصصة للمعاقين عقليا وخدمات المدرسة العادية المخصصة للاطفال الاسوياء ، شجع هذا الحديث الكثير من المربين وأولياء الامور على تقبل هذا المصطلح وتأسيس جمعية الاطفال ذوي صعوبات التعلم عام 1963 .

لعبت هذه الجمعية دورا كبيرا في الضغط على أصحاب القرار لإصدار التشريعات التربوية لرعاية ذوي صعوبات التعلم ، مما فتح المجال للعلماء والباحثين في البحث عن سمات الاطفال ذوي صعوبات التعلم وأساليب تشخيصهم وتقييمهم والبرامج العلاجية التعليمية الملائمة لهم.
لذا يتضح مما سبق أن ميدان صعوبات التعلم مرّ بعدة مراحل تاريخية قسمتها ليرنرLerner , إلى :
• فترة التأسيس أو الجذور الأولى ( 1800-1930 )
• فترة التحويل ( 1930 -1960 )
• فترة الانطلاق ( 1960-1980 )
• الفترة المعاصرة ( 1980 – حتى وقتنا الحالي )

ويمكن تصنيف إسهامات العلماء والمتخصصين في التنظير والتقييم والعلاج خلال هذه المراحل وفق نمط الصعوبة التي اهتموا بدراستها إلى ثلاثة مجالات أساسية:
• عجز في اللغة المنطوقة وتشمل (الاستماع – الكلام).
• عجز في اللغة المكتوبة وتشمل (القراءة – الكتابة).
• عجز في العمليات الإدراكية – الحركية.

الدراسات السابقة في مجال صعوبات التعلم :
1- أشارت دراسة بابيس Pabis 1979 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبة في التعلم يبدي اضطراباً في واحدة أو أكثر من العمليات الأساسية المستخدمة في اللغة المنطوقة أو المكتوبة.
2- توصل كيرهارت cerheart 1973 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبة في التعلم هو من ضمن الأطفال ذوي الذكاء المتوسط أو فوق المتوسط ، وأنه يتمتع بحواس عادية أو فوق العادية، غير أن تحصيله الأكاديمي يكون دون ذكائه وإمكاناته التعليمية ، ولا يتناسب مع عمره الزمني.
3- أشارت دراسة قام بها كيرك kirk 1972 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبة في التعلم نتيجة لوجود مشكلة لديه، لكن هذه المشكلة ليس لها علاقة بقضايا الإعاقة.
4- أشارت دراسة فاليت valett 1969 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبة في التعلم لديه صعوبة نوعية فيما يتعلق باستخدام المهارات الضرورية للتعامل مع المشكلات.
5- أشارت دراسة قام بها الباحثان جونسون ومايكل بست Johnson & Michelbust 1967 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبات في التعلم سليم انفعالياً وحركياً وحسّياً وعقلياً ، لكنه غير قادر على التعلم بالطرق العادية.
6- أشارت دراسة قام بها باتيمان Bateman 1964 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبات في التعلم يظهر عليه تباعداً تعليمياً دالاً بين قدراته وأدائه.
7 - كما قام الباحثان الأمريكيان Taylot & Patricias بدراسة تم بموجبها استخلاص أهم الخصائص المميزة للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، من خلال مجموعة من المديرين والمشرفين التربويين .

صعوبات التعلم و المفاهيم الأكثر ارتباطا بها:

التأخر الدراسي:
يُعد بمثابة إنخفاض مستوى تحصيل الطفل في مجال معين من المجالات الدراسية أو في كل المقررات أو المجالات الدراسية المقررة عليه و ذلك قياساً بالمستوى التحصيلي لأقرانه في مثل سنّه و جماعته الثقافية. و قد يرجع إلى قصور عقلي ( عضوي/وظيفي )، إمّا في مجال دراسي معين أو عدة مجالات. و قد يكون مزمناً أو مؤقتاً أي عرضياً، بمعنى بمجرد تلاشي المثير ( المشاكل الأسرية، اجتماعية، مدرسية، نفسية ) يزول التأحر الدراسي .

بطء التعلم:
ان مصطلح بطء التعلم يشير إلى حالة التلميذ بطيء التعلم من ناحية الزمن، أي يشير إلى سرعته في فهم و تعلم ما يوكل إليه من مهام تعليمية، مقارنة بسرعة و فهم و تعلم أقرانه في أداء نفس المهام التعليمية من العاديين، فكثير من الذين تناولوا هذا الطفل بالدراسة أشاروا إلى أنّ هذا النوع من الأطفال يقضي زمنا يساوي ضعف الزمن الذي يستغرقه الطفل العادي في التعليم، و أنّ ذكاءه يقع بين 70– 90، و من هنا كان وصف بطء التعلم يعد وصفا لصيقا بالناحية الزمنية أكثر من التصاقه بنواح أخرى. فالطفل بطيء التعلم إذا ما تم تعليمه في فصل دراسي عادي فإنه سوف يكون طفلاً متأخراً دراسياً .

تعريف صعوبات التعلم:

إن وضع تعريف محدد لصعوبات التعلم لم يحدد جليا ويظهر ذلك واضحا من خلال القوانين التي صدرت بتعريفات مختلفة لمفهوم صعوبات التعلم ، ويرجع أسباب هذا الاختلاف إلى أنها ليست ظرف من ظروف الإعاقة التي يمكن تحديدها من خلال مجموعة من الخصائص .
ان ظهور تعاريف متعددة لصعوبات التعلم تكمن في ظهور أكثر من نوع من صعوبات التعلم وبالتالي يجعل الأمر صعبا ،كما أن التعاريف المتعددة خدمت هذه الفئة من خلال تنوع أساليب الكشف والتشخيص والتقييم والعلاج وكذلك تبني الكثير من المنظمات والهيئات الحكومية والباحثين للعمل في مجال مساعدة الأطفال ذوي الصعوبات التعلمية وهذا أدى إلى ظهور تعريفات متعددة تتبنى وجهة نظر الجهة التي تعمل بها .
يشير مفهوم صعوبات التعلم إلى عدم التوازن النّمائي الناجم عن اضطراب في العمليات النفسية الأساسية ( إنتباه، إدراك، تذكر، تفكير ) ممّا يخلق فروقا داخل الفرد الذي يتمتع بقدرة عقلية تقع ضمن المتوسط أو أعلى و لا تعكس تحصيله الفعلي في المهام الأكاديمية و هذا لإمكانية وجود قصور في وظائف الجهاز العصبي المركزي، مع استبعاد حالات الإعاقة الحسية أو الحركية، التخلف العقلي، الإضطراب النفسي الشديد، الحرمان البيئي ثقافيا كان أم اقتصاديا أو نقص الفرصة للتعلم، باعتبارها عوامل مصاحبة و ليست مسبّبة ، و من بين التعريفات التي ظهرت :

التعريف الطبي : و يركز على الاسباب العضوية كالخلل العصبي او تلف الدماغ .
التعريف التربوي: و يركز على نمو القدرات العقلية بطريقة غير منتظمة ، و يركز على العجز الاكاديمي للطفل ، اي الاسباب الغير عقلية و الحسية.
كيرك ( Kirk , 1962 ) : :
تشير صعوبات التعلم إلى تأخر ، أو اضطراب ، أو تعطل النمو في واحدة أو أكثر من عمليات التحدث و التخاطب ، أو اللغة ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو الحساب ، أو أي مادة دراسية أخرى ينتج عن إعاقة نفسية تنشأ عن كل من أو واحد على الأقل من هذين العاملين وهما اختلال الأداء الوظيفي للمخ ، والاضطرابات السلوكية أو الانفعالية . ولا تنتج صعوبات لتعلم في الواقع عن التخلف العقلي ، أو الإعاقة الحسية ، أو العوامل الثقافية ، أو التعليمية أو التدريسية .

باتمان ( Bateman , 1965 ) :
يعتبر الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم هم أولئك الأطفال الذين يبدون تفاوتاً تربوياً ذا دلالة بين قدراتهم العقلية الفعلية والمستوى الحقيقي للأداء من جانبهم يرجع إلى اضطرابات أساسية في عملية التعلم وهو الأمر الذي قد يصاحبه وقد لا يصاحبه اختلال واضح في الأداء الوظيفي للجهاز لعصبي المركزي ، ولا تعتبر تلك الاضطرابات ثانوية بالنسبة للتخلف العقلي ، أو الحرمان التربوي أو الثقافي ، أو الاضطراب الانفعالي الشديد ، أو الإعاقة الحسية .

وزارة التربية الأمريكية ( NACHC , 1968 ) :
يعد الأطفال ذوو صعوبات التعلم الخاصة أو المحددة هم أولئك الذين يبدون اضطراباً في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة في فهم أو استخدام اللغة الشفوية أو المكتوبة . وقد يظهر ذلك على هيئة اضطرابات في الإنصات ، أو التفكير ، أو التحدث ، أو القراءة أو الكتابة ، أو التهجي ، أو الحساب . ويتضمن ذلك تلك الحالات التي يشار إليها على أنها إعاقات إدراكية ، أو إصابات المخ ، أو اختلال الأداء الوظيفي للمخ ، أو عسر القراءة ، أو الحبسة التطورية ، إلخ .... ولكنها لا تتضمن مشكلات التعلم التي تنتج في الأساس عن الإعاقة البصرية ، أو السمعية ، أو الحركية ، أو التخلف العقلي ، أو الاضطراب الانفعالي ، أو التي تنتج عن أوجه القصور البيئية .

وزارة التربية الأمريكية ؛ القانون ( 94 – 142 1977 , ) : :
يعني مصطلح صعوبات التعلم الخاصة أو المحددة اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة في فهم أو استيعاب اللغة سواء الشفوية أو المكتوبة التي قد تظهر على هيئة قصور في القدرة على الإنصات ، أو التحدث ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التهجي ، أو إجراء العمليات الحسابية الأساسية . ويتضمن هذا المصطلح تلك الحالات التي تضم إعاقات الإدراك ، أو إصابات المخ ، أو اختلال الأداء الوظيفي للمخ ، أو عسر القراءة ، أو الحبسة التطورية . ومن جهة أخرى فإن المصطلح لا يتضمن الأطفال ذوي صعوبات التعلم التي ترجع في أساسها إلى الإعاقة البصرية ، أو السمعية ، أو الحركية ، أو التخلف العقلي ، أو الاضطراب الانفعالي ، أو أي أوجه قصور بيئية ، أو ثقافية ، أو اقتصادية .

تعريف اللجنة القومية المشتركة لصعوبات التعلم NJCLD ( Hammill et. al , 1981 ) :
تعد صعوبات التعلم بمثابة مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من تلك الاضطرابات التي تظهر على هيئة مشكلات ذات دلالة في اكتساب واستخدام القدرة على الإنصات ، أو التحدث ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التفكير ، أو القدرة الرياضية . وتعتبر مثل هذه الاضطرابات جوهرية بالنسبة للفرد ، كما أنها ترجع إلى اختلال الأداء الوظيفي للجهاز العصبي المركزي . وعلى الرغم من أن صعوبة التعلم قد تتزامن مع حالات أخرى للإعاقة كالإعاقة الحسية ، أو التخلف العقلي ، أو الاضطراب الانفعالي أو السلوكي ، أو مع العوامل البيئية كالفروق الثقافية ، أو التعلم غير الكاف وغير الملائم ، أو العوامل النفسية الجينية فإنها لا تعتبر في واقع الأمر نتيجة مباشرة لتلك الحالات أو العوامل حيث أنها لا ترجع لها مطلقاً .

تعريف جمعية الأطفال ذوي صعوبات التعلم ( LDA ) ::
تعد صعوبات التعلم المحددة بمثابة حالة مزمنة ذات أصل نيورولوجي تؤثر سلباً وبشكل انتقائي على النمو ، والتكامل ( Integration )، كما أنها قد تؤثر أيضاً على كل من القدرات اللفظية وغير اللفظية ، أو على أحدها فقط . وتنشأ صعوبات التعلم المحددة كحالة إعاقة مميزة ، وتختلف في مظهرها ، وفي درجة حدتها . ويمكن لمثل هذه الحالة على امتداد حياة الفرد أن تؤثر على تقديره لذاته ، وعلى مستوى تعليمه ، وأدائه الوظيفي والمهني ، وتنشئته الاجتماعية ، وأنشطة الحياة اليومية .

التعريف المتضمن التعديلات التي طرأت على قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقات ( IDEA , 1997 ) :
أ – من الناحية العامة :
يعني مصطلح صعوبة التعلم أو المحددة ( Specific ) ، وجود اضطراب في واحدة أو أكثر من تلك العمليات السيكولوجية الأساسية المتضمنة في فهم أو استخدام اللغة سواء المكتوبة أو المنطوقة ( الشفوية ) ، وهو الاضطراب الذي يظهر في شكل قصور في قدرة الطفل على الإنصات ، أو التفكير ، أو التحدث ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التهجي ، أو إجراء العمليات الحسابية المختلفة .

ب – الاضطرابات المتضمنة :
يتضمن هذا المصطلح حالات مثل صعوبات الإدراك ، أو إصابات الدماغ ، أو اختلال الأداء الوظيفي للمخ ، أو عسر القراءة ، أو الحبسة الكلامية التطورية .

ج – الاضطرابات غير المتضمنة أو المستبعدة :
لا يتضمن مثل هذا المصطلح مشكلات التعلم التي تعتبر في أساسها نتيجة لإعاقة بصرية ، أو سمعية ، أو حركية ، أو تخلف عقلي ، أو اضطراب انفعالي ، أو أي قصور بيئي ، أو ثقافي ، أو اقتصادي يعاني الطفل منه .

تصنيفات صعوبات التعلم : تنقسم صعوبات التعلم لدى أكثر العلماء إلى نوعين :
أولا : صعوبات التعلم النمائية :
هي الصعوبات التي تتناول العمليات المعرفية التي تأتي قبل العمليات الأكاديمية والتي تتمثل بالانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير واللغة ، ويعتمد عليها التحصيل الأكاديمي ، لذلك فهي تشكل أهم الأسس التي يقوم عليها النشاط العقلي المعرفي للفرد ، وهي منشأ الصعوبات الأكاديمية والسبب الرئيسي لها . حيث إن أي اضطراب أو خلل يصيب واحدة أو أكثر من العمليات المعرفية الإنمائية تكون نتيجته العديد من الصعوبات الأكاديمية .
وهذه الصعوبات تظهر قبل التحاق الطفل بالمدرسة ويحتاجها الطفل للتحصيل في المهارات الأكاديمية ومن أشكال هذه الصعوبات ، كما يراها كيرك وكالفنت ( 1988 ) نجد :

اضطراب الانتباه : من مظاهره التشتت بين مختلف المثيرات وعدم التركيز والنشاط الزائد .

اضطراب الذاكرة : ومن مظاهره النسيان وعدم تذكر ما مر على الذاكرة القصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى ، والذاكرة السمعية ، والذاكرة البصرية التي تقوم بتعلم واستدعاء الحروف الهجائية والكلمات والإعداد ، والذاكرة الحس حركية التي تخزن النماذج الحركية ، والذاكرة للمعنى والحفظ التي تقوم بفهم المعلومات والاحتفاظ بها .

اضطراب التفكير : وأساس التفكير عنصرين : تكوين المفهوم وحل المشكلات :ومن مظاهرها أن الطفل لا يفهم تكوين الأشياء ولا الفرق والتشابه بينهما ولا يتمكن من تصنيف الأشياء ولا تعميم المفهوم على المتشابه . ولا يستطيع حل المشكلات التي تواجهه .

اضطرابات اللغة الشفهية : ومن مظاهره عدم فهم اللغة وكلام الآخرين أو عدم القدرة على التعبير عن النفس أو عن الأفكار لفظيا بمعنى اصح( اللغة الداخلية التكاملية، اللغة التعبيرية، اللغة الاستقبالية ) .



ثانيا: صعوبات التعلم الأكاديمية : وهي الصعوبات التي تظهر بعد التحاق الأطفال بالمدارس أو رياض الأطفال وبوادرها تظهر من الصعوبات النمائية ، وهي صعوبات الأداء المدرسي المعرفي الأكاديمي , وتتمثل في العسر القرائي ( محور البحث ) والكتابة والتهجئة والتعبير الكتابي والحساب و صعوبة التحصيل الدراسي.
ويرى كثير من الباحثين أن أي تأخير في تشخيص وعلاج صعوبات التعلم النمائية لدى الأطفال قبل الالتحاق بالمدرسة يؤدي إلى صعوبات أكاديمية عندما يصل هؤلاء الأطفال إلى المرحلة الابتدائية ، إذا فان العلاقة بين صعوبات التعلم النمائية وصعوبات التعلم الأكاديمية هي علاقة سبب ونتيجة ، وقد وجد العديد من الباحثين إن هنالك علاقات ارتباطيه وعلاقات سببية دالتين بين مستوى كفاءة العمليات النمائية ومستوى التحصيل الأكاديمي ، وان أي انحرافات نمائية تقف خلف صعوبات التعلم الأكاديمية اللاحقة .

معدلات انتشار صعوبات التعلم :
تختلف التقديرات حول أعداد أو نسب الأطفال ذوي الصعوبات التعلمية اختلافا ً كبيرا ً جدا ً ، وذلك بسبب عدم وضوح التعريف من جهة ، وبسبب عدم توفر اختبارات متفق عليها للتشخيص ، ففي حين يعتقد بعضهم أن نسبة حدوث صعوبات التعلـّم لا تصل إلى 1 % ، يعتقد آخرون أن النسبة قد تصل إلى 20 % ، إلا أن النسبة المعتمدة عموما ً هي 2 % ـ 3 %.
اسباب صعوبات التعلم :
تعتبر العوامل البيئية من العوامل المساعدة في موضوع أسباب صعوبات التعلـّم ، وتتمثل في نقص الخبرات التعليمية وسوء التغذية ، أو سوء الحالة الطبية أو قلة التدريب أو إجبار الطفل على الكتابة بيد معينة ، وبالطبع لابد من ذكر نقص الخبرات البيئية والحرمان من المثيرات البيئية المناسبة .

المظاهر العامة لذوي صعوبات التعلم : كيف يبدو اولئك ذوي صعوبات التعلم ؟
اضطرابات في الإصغاء : تعتبر ظاهرة شرود الذهن، والعجز عن الانتباه، والميل للتشتت نحو المثيرات الخارجية، من أكثر الصفات البارزة لهؤلاء الأفراد ،إذ أنّهم لا يميّزون بين المثير الرئيس والثانوي ،نجدهم يلاقون صعوبات كبيرة في التركيز بشكل دقيق في المهمات والتخطيط المسبق لكيفية إنهائها، وبسبب ذلك يلاقون صعوبات في تعلم مهارات جديدة .
الحركة الزائدة: تميّز بشكل عام الأطفال الذين يعانون من صعوبات مركبة من ضعف الإصغاء والتركيز، وكثرة النشاط، والاندفاعية، ويطلق على تلك الظاهرة باضطرابات الإصغاء والتركيز والحركة الزائدة .
الاندفاعية والتهور: قسم من هؤلاء الأطفال يتميزون بالتسرع في إجاباتهم، وردود فعلهم، وسلوكياتهم العامة، مثلاً، قد يميل الطفل إلى اللعب بالنار، أو القفز إلى الشارع دون التفكير في العواقب المترتبة على ذلك، وقد يتسرع في الإجابة على أسئلة المعلم الشفوية، أو الكتابية قبل الاستماع إلى السؤال أو قراءته. كما وأن البعض منهم يخطئون بالإجابة على أسئلة قد عرفوها من قبل، أو يرتجلون في إعطاء الحلول السريعة لمشاكلهم، بشكل قد يوقعهم بالخطأ، وكل هذا بسبب الاندفاعية والتهور .
صعوبات لغوية مختلفة: لدى البعض منهم صعوبات في النطق، أو في الصوت ومخارج الأصوات، أو في فهم اللغة المحكية. حيث تعتبر الدسلكسيا (صعوبات شديدة في القراءة)، وظاهرة الديسغرافيا (صعوبات شديدة في الكتابة)، من مؤشرات الإعاقات اللغوية. كما ويعد التأخر اللغوي عند الأطفال من ظواهر الصعوبات اللغوية، حيث يتأخر استخدام الطفل للكلمة الأولى لغاية عمر الثالثة بالتقريب، علماً بأن العمر الطبيعي لبداية الكلام هو في عمر السنة الأولى.
صعوبات في التعبير اللفظي (الشفوي): يتحدث الطفل بجمل غير مفهومة، أو مبنية بطريقة خاطئة وغير سليمة من ناحية التركيب القواعدي. هؤلاء الأطفال يستصعبون كثيراً في التعبير اللغوي الشفوي، نجدهم يتعثرون في اختيار الكلمات المناسبة، ويكررونها ويستخدمون جملاً متقطعة،أحياناً دون معنى؛ عندما يطلب منهم التحدث عن تجربة معينة، أو استرجاع أحداث قصة قد سمعوها سابقا،وقد تطول قصتهم دون إعطاء الإجابة المطلوبة أو الوافي، إن العديد منهم يعانون من ظاهرة يطلق عليها بعجز التسمية (Dysnomia)، أي صعوبة في استخراج الكلمات أو إعطاء الأسماء أو الاصطلاحات الصحيحة للمعاني المطلوبة، و ما يحصل لنا عدة مرات في اليوم الواحد، عندما نعجز عن تذكر بعض الأسماء أو الأحداث، نلاحظه يحدث عشرات، بل مئات المرات لذوي الصعوبات التعلميّة.
صعوبات في الذاكرة: يوجد لدى كل فرد ثلاثة أقسام رئيسة للذاكرة، وهي الذاكرة القصيرة، والذاكرة العاملة، والذاكرة البعيدة. حيث تتفاعل تلك الأجزاء مع بعضها البعض لتخزين واستخراج المعلومات والمثيرات الخارجية عند الحاجة إليها. الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلميّة، عادة، يفقدون القدرة على توظيف تلك الأقسام أو بعضها بالشكل المطلوب، وبالتالي يفقدون الكثير من المعلومات؛ مما يدفع المعلم إلى تكرار التعليمات والعمل على تنويع طرق عرضها.
صعوبات في التفكير: هؤلاء الأطفال يواجهون مشكلة في توظيف الاستراتيجيات الملائمة لحل المشاكل التعليمية المختلفة. فقد يقومون بتوظيف استراتيجيات بدائية وضعيفة لحل مسائل الحساب وفهم المقروء، وكذلك عند الحديث والتعبير الكتابي ، ويعود جزء كبير من تلك الصعوبات إلى افتقار عمليات التنظيم. لكي يتمكن الإنسان من اكتساب العديد من الخبرات والتجارب، فهو بحاجة إلى القيام بعملية تنظيم تلك الخبرات بطريقة ناجحة، تضمن له الحصول عليها واستخدامها عند الحاجة.
و الذين يعانون من الصعوبات يستغرقهم الكثير من الوقت للبدء بحل الواجبات وإخراج الكراسات من الحقيبة، والقيام بحل مسائل حسابية متواصلة، أو ترتيب جملهم أثناء الحديث أو الكتابة .
صعوبات في فهم التعليمات: التعليمات التي تعطى لفظياً ولمرة واحدة من قبل المعلم تشكل عقبة أمام هؤلاء الطلاب، بسبب مشاكل التركيز والذاكرة. لذلك نجدهم يسألون المعلم تكراراً عن المهمات أو الأسئلة التي يوجهها للطلاب ، كما وأنّ البعض منهم لا يفهمون التعليمات المطلوبة منهم كتابياً، لذا يلجئون إلى سؤال المعلم أو تنفيذ التعليمات حسب فهمهم الجزئي، أو حتى التوقف عن التنفيذ حتى يتوجه إليهم المعلم ويرشدهم فرديا.
صعوبات في الإدراك العام واضطراب المفاهيم: تعني صعوبات في إدراك المفاهيم الأساسية مثل: الشكل والاتجاهات والزمان والمكان، والمفاهيم المتجانسة والمتقاربة والأشكال الهندسية الأساسية وأيام الأسبوع..الخ .
صعوبات في التآزر الحسي - الحركي : عندما يبدأ الطفل برسم الأحرف أو الأشكال التي يراها بالشكل المناسب أمامه، ولكنه يفسرها بشكل عكسي، فإن ذلك يؤدي إلى كتابة غير صحيحة مثل كلمات معكوسة، أو كتابة من اليسار لليمين أو نقل أشكال بطريقة عكسية، هذا التمرين أشبه بالنظر إلى المرآة ومحاولة تقليد شكل أو القيام بنقل صورة تراها العين بالشكل المقلوب،فالعين توجه اليد نحو الشيء الذي تراه بينما يأمرها العقل بغير ذلك ويوجه اليد للاتجاه المغاير. هذه الظاهرة تميز الأطفال الذين يستصعبون في عمليات الخط والكتابة، وتنفيذ المهارات المركبة التي تتطلب تلاؤم عين-يد، مثل القص والتلوين والرسم، والمهارات الحركية والرياضية، وضعف القدرة على توظيف الأصابع أثناء متابعة العين بالشكل المطلوب .
صعوبات في العضلات الدقيقة: مسكة القلم غير دقيقة وقد تكون ضعيفة، أولا يستطيعون تنفيذ تمارين بسيطة تتطلب معالجة الأصابع.
ضعف في التوازن الحركي العام: هذا الضعف تؤثر على مشية الطفل وحركاته في الفراغ، وتضر بقدراته في الوقوف أو المشي على خشبة التوازن، والركض بالاتجاهات الصحيحة في الملعب.
اضطرابات عصبية- مركبة: مشاكل متعلقة بأداء الجهاز العصبي المركزي. وقد تظهر بعض هذه الاضطرابات في أداء الحركات العضلية الدقيقة، مثل الرسم والكتابة .
صعوبات تعلميه خاصة في القراءة، الكتابة، والحساب: تظهر تلك الصعوبات بشكل خاص في المدرسة الابتدائية، وقد ينجح الأطفال الأكثر قدرة على الذكاء والاتصال والمحادثة، في تخطي المرحلة الدنيا بنجاح نسبي، دون لفت نظر المعلمين حديثي الخبرة أو غير المتعمقين في تلك الظاهرة؛ ولكنهم سرعان ما يبدؤون بالتراجع عندما تكبر المهمات وتبدأ المسائل الكلامية في الحساب تأخذ حيزاً من المنهاج. وهنا يمكن للمعلمين غير المتمرسين ملاحظة ذلك بسهولة
البطء الشديد في إتمام المهمات: تظهر تلك المشكلة في معظم المهمات التعليمية التي تتطلب تركيزاً متواصلاً وجهداً عضلياً وذهنياً في نفس الوقت، مثل الكتابة، وتنفيذ الواجبات البيتية.
عدم ثبات السلوك: أحياناً يكون الطالب مستمتعاً ومتواصلاً في أداء المهمة، أو في التجاوب والتفاعل مع الآخرين؛ وأحياناً لا يستجيب للمتطلبات بنفس الطريقة التي ظهر بها سلوكه سابقاً .
عدم المجازفة وتجنب أداء المهام خوفا من الفشل: هذا النوع من الأطفال لا يجازف ولا يخاطر في الإجابة على أسئلة المعلم المفاجئة والجديدة. فهو يبغض المفاجآت ولا يريد أن يكون في مركز الانتباه دون معرفة النتيجة لذلك. فمن خلال تجاربه تعلم أنّ المعلم لا يكافئه على أجوبته الصحيحة، وقد يحرجه ويوجه له اللوم أو السخرية إذا أخطأ. لذلك نجده مستمعاً أغلب الوقت أو محجباً عن المشاركة؛ لأنه لا يضمن ردة فعل المعلم أو النتيجة .
صعوبات في تكوين علاقات اجتماعية سليمة: نجد الأطفال ذوي صعوبات التعلم يخفقون في بناء علاقات اجتماعية سليمة، قد تنبع من صعوباتهم في التعبير وانتقاء السلوك المناسب في الوقت الملائم، وقد أشارت الدراسات إلى أنّ ما نسبته 34% إلى 59% من الطلاب الذين يعانون من الصعوبات التعلمية، معرضون للمشاكل الاجتماعية لا يتمكنون من تكوين علاقات اجتماعية سليمة، صنِّفوا كمنعزلين، ومكتئبين، وبعضهم يميلون إلى الأفكار الانتحارية.
الانسحاب المفرط: مشاكلهم الجمة في عملية التأقلم لمتطلبات المدرسة، تحبطهم بشكل كبير وقد تؤدي إلى عدم رغبتهم في الظهور والاندماج مع الآخرين، فيعزفون عن المشاركة في الإجابات عن الأسئلة، أو المشاركة في النشاطات الصفية الداخلية، وأحياناً الخارجية .

ان ظهور صعوبات التعلم لدى الاطفال ليس تخلفا عقليا او تشوها جسديا و الدليل عل ذلك بعض مشاهير العالم الذين كانوا يعانون من هذه الصعوبات و اثبتوا فيما بعد انهم نوابغ عصرهم :

تشخيص صعوبات التعلم :
التشخيص والعلاج:
يتفق الباحثون في هذه القضية على أهمية الكشف المبكر عن مواضع وأسباب هذه المشكلة ؛ لأن التبكير يجعل البرامج العلاجية أكثر فاعلية ، كما أن التأخر في الكشف يقلل من فرص نجاح العلاج ، ويصبح التعامل مع المشكلة أكثر صعوبة إذا كانت متصاحبة مع مشكلة أخرى مثل: الاضطرابات الانفعالية أو التأخر العقلي، أو إذا كانت الإجراءات العلاجية المتبعة غير كافية. كذلك فإن تأخر عملية التشخيص لصعوبات التعلم النمائية قد يؤدي إلى تكاثر وتشابك الصعوبات الأخرى التي تترتب عليها وبالتالي فإنه سيكون من العسير تشخصيها ، والبحث في العلاج الملائم لها.
وتواجه عملية التشخيص المبكر لتحديد الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم مجموعة من الصعوبات أهمها:
غموض التشخيص:
حيث يصعب تحديد وتنفيذ إجراءات تشخيص الصعوبات الخفيفة والمتوسطة خصوصاً مع صغار السن، كما أن الصعوبات المتعلقة بالكلام أو القراءة يصعب تحديدها قبل سن السادسة أو السابعة.
الاختلافات النمائية :
حيث تؤثر هذه الاختلافات بين الأطفال جسمياً وعقلياً في دقة التشخيص ، فقد يعجز النمو العقلي عن مسايرة النمو الجسمي ، كما أنه يصعب في معظم الأحيان تقويم نمو الجهاز العصبي المركزي فلا تبدو الحالة مؤكدة للمقوّم.
دلالات التسميات:
عندما يصعب التأكد من دقة التشخيص فإن التسميات قد تكون غير مطابقة للواقع ، فينجم عن ذلك مشكلات نفسية وآثار جانبية قد يترتب عليها شعور الطفل بأنه دون أقرانه ، فتقل ثقته بنفسه ، ويستسلم للعجز، ومن هنا برزت الحاجة للاستعانة بمعلمين مدربين قادرين على تفهم الحالة التي يتعاملون معها ، وتشخيصها ، وبث الأمل فيها
أدوات القياس النفسي والتربوي المستخدمة في تشخيص صعوبات التعلم:
تشتمل أدوات القياس النفسي والتربوي المستخدمة في التشخيص على أدوات بعضها يعتمد على القياس الكمي والبعض الآخر يعتمد على الوصف الكيفي ، وذلك على النحو التالي :
أدوات القياس الكمي : اختبارات القدرات واختبارات التحصيل المقننة وغير المقننة ، واختبارات الشخصية وقوائم التقدير والبطاقات المدرسية واختبارات الاتجاهات والميول واختبارات القدرات الحسية
أدوات الوصف الكيفي :
مثل الملاحظة والمقابلة ودراسة الحالة وتحليل محتوى إنتاج الطالب وتصنيفه بصورة تمكّن من تحديد نوعية المشكلات الدراسية التي يعاني منها .
وقد تطورت الأساليب المتعلقة بتشخيص هذه المشكلة، والكشف عن الأفراد الذين يعانون من صعوبات في التعلم ؛ بسبب التطور المتسارع الذي حصل على أنماط التفاعل الصفي فاعتمدوا الطرق التدريسية والوسائل التعليمية هذه الاخيرة و التى من شانها مساعدة فئة الاطفال ذوي صعوبات التعلم .
فما الطرق التدريسية لذوي صعوبات التعلم ؟
تعريف طريقة التدريس :
هي أسلوب أو وسيلة أو أداة للتفاعل بين الطالب و المعلم ، بهدف مساعدة المعلم لاستخدام استراتيجية للتعلم ناجحة لتحقيق الهدف من العملية التعليمية
و تعرف من وجه نظر الإداريين التربويين بأنها عملية تخطيط ، و دراسة ، و اشراف لكل من الأهداف التعليمية ، و النشاطات المنهجية ، و الأدوات و المواد ، والوسائل التعليمية ، و المصادر المرجعية ، و الأدوات التقويمية ، بحيث يكون دور المعلم فيها دور المخطط ، و المنظم ، و المشرف ، و المدير ، و دور المشارك و المساهم ، و المنخرط و المتفاعل مع كل نشاط من أنشطتها و كل موقف من مواقفها .
مواصفات الطريقة التدريسية الناجحة :
• أن تكون واضحة الهدف .
• أن تتعامل مع محتوى تعليمي محدد .
• أن تتنوع فيها النشاطات التعليمية .
• أن تشتمل على أداة تقويمية واضحة و محدده .
• أن تزود المتعلم بالتغذية الراجعة
و كون الطرق التدريسية عملية اشراف لعدد من الوسائل التعليمية ،فـما الوسائل التعليمية ؟
الوسائل التعليمية لذوي صعوبات التعلم :
مفهوم الوسائل التعليمية :
تطور مفهوم الوسيلة التعليمية بتطور دورها في العملية التعليمية، ويرى التربويون أن أفضل تعريف لها هو انها :أجهزة وأدوات ومواد ، او بالأصح مجموع قنوات الاتصال التي يمكن للمعلم عن طريقها نقل الرسالة (محتوى المادة الدراسية ) بجوانبها الثلاثة (المعرفي والنفس حركي والوجداني ) من المرسل وهو (المعلم ) إلى المستقبل وهو (المتعلم) بأقل جهد ممكن وفي أقصر وقت وبأوضح ما يمكن وبأقل تكلفة ممكنة ، فيستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم بهدف غرس العادات الحسنة في نفوسهم والاتجاهات الإيجابية نحو التعلم و الوصول إلى الحقائق العلمية الصحيحة .
تصنيف الوسائل التعليمية: يوجد العديد من التصنيفات و اهمها :
• الوسائل السمعية : كالراديو التعليمي - التسجيلات الصوتية .
• الوسائل البصرية غير المسقطة ضوئيا: كالسبورات (الطباشيرية - المغناطيسية..)
• الوسائل البصرية المسقطة ضوئيا : مثل ( الشفافيات - الشرائح الفوتوغرافية - الأفلام الثابتة)
• الوسائل السمعية والبصرية : مثل : الأفلام التعليمية المتحركة - التليفزيون التعليمي .
• الوسائل الملموسة : كالمجسمات ( النماذج- الأشياء - العينات ) .
• التمثيليات التعليمية .
• الزيارات الميدانية .
• الألعاب التعليمية ووسائل المحاكاة .
• العروض التوضيحية .


فوائد استخدام الوسائل التعليمية:
• تساعد على الفهم والتعلم الصحيح وتساعد في معالجة ظاهرة اللفظية .
• تعالج الفروق الفردية بين الطلاب و تجذب وتشوق وتثير انتباه الطلاب .
• تبقي أثر التعلم في ذهن الطالب و تثير نشاط الطلاب و تساعد في المحافظة على ثقافة المجتمع .
• تساعد في حل ومواجهة المشاكل التعليمية المعاصرة وتثري القاموس اللغوي للطالب وتساعد على علاج مشاكل النطق .
• تعديل سلوك التلميذ وتكوين اتجاهات مرغوب فيها وتوضيح وتسهيل العملية التعليمية على المعلم والمتعلم .
• تنويع أساليب التعزيز ( التعليم المبرمج ) ،وتقوية العلاقة بين المعلم والمتعلم وتنمي في الطالب حب الاستطلاع والتعلم .
• تساعد في حل بعض المشاكل النفسية لدى المتعلمين .
• تثري مجالات الخبرة لدى التلاميذ وتنمي في المتعلم مهارة التفكير والتفكير العلمي .
• تنمي لدى المتعلم القدرة على التفاعل مع البيئة ،و تجعل الطالب أكثر استعداداً للتعلم والإقبال عليه .
• تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلم .
معاييراختيار الوسائل التعليمية:
• مناسبتها للتعاليم الإسلامية ولمستوى الطلاب.
• مناسبتها للأهداف التربوية والزمن والمكان.
• جودتها ومطابقتها للواقع وتسلسل أفكارها.
• الدقة العلمية والحداثة ووضوح الصوت والصورة وجذبها للانتباه وتحفيزها للمشاركة (التشويق).
• اقتصادية في التكاليف والوقت والجهد والصيانة و مراعاتها للنواحي الأمنية والسلامة.

اضافة مهمة :من اهم الوسائل التعليمية نجد :

استخدام الحاسوب في تعليم ذوي صعوبات التعلم من الوسائل المهمة :
لا أحد ينكر أننا نعيش حالياً عصر التقدم والتطور التكنولوجي بكل أبعاده، واستطاعت التكنولوجيا أن تفرض وجودها في شتى مجالات الحياة، حتى يكون من المستحيل أن نجد قطاعاً سواء أكان طبياً أو تعليمياً أو تجارياً يخلو من هذا التقدم، ويعد القطاع التعليمي من أكثر القطاعات التي لاقت تطوراً تكنولوجياً، وذلك لأنه القطاع الوحيد تقريباً الذي يقوم بإعداد أجيالاً مؤهلة لقيادة الأمة ودفع عجلة التطور فيها، لذلك تم استخدام وسائل متطورة وبرامج حديثة وأجهزة متميزة للتحسين من عملية التعليم ومنها استخدام الحاسوب في التعليم.

مراحل لاستخدام الوسائل التعليمية:
أ- مرحلة الإعداد وتشمل :
• إعداد الوسيلة فمن الضروري أن يتعرف المعلم على الوسائل التي وقع اختياره عليها ليتعرف على محتوياتها وخصائصها ونواحي القصور فيها كما يقوم بتجربتها وعمل خطة لاستخدامها فيجب أن يشاهد الفيلم قبل عرضه أو يستمع إلى التسجيلات الصوتية مسبقاً أو يقوم بإجراء التجارب قبل عرضها على الطلاب أو بفحص الخرائط الموجودة وليعرف مدى مناسبتها لموضوع الدرس وأهدافه .
• رسم خطة العمل بعد أن يتعرف المعلم على محتويات الوسيلة ومدى مناسبتها لأهداف الدرس يضع لنفسه تصورا مبدئيا عن كيفية الاستفادة منها فيقوم بحصر الأسئلة والمشكلات أو الكلمات الجديدة التي تساعد الوسيلة في الإجابة عنها ثم يخطط لكيفية تقديمها لأنواع الأنشطة التعليمية التي يمارسها.

• تهيئة المناخ المناسب للمتعلم وذلك بأن يصل المعلم عن طريقة المناقشة والحوار إلى إعطاء صورة عن موضوع الوسيلة المستخدمة وصلتها بالخبرات السابقة للطلاب وأهميتها لكي يدرك الطلاب بوضوح الغرض من استخدام الوسيلة وماذا يتوقع المعلم منهم نتيجة لذلك ويحسن بالمعلم لو انه قام بحصر هذه الأسئلة والمشكلات بعد المناقشة وكتابتها على السبورة مع إضافة الكلمات والمفاهيم الجديدة التي يتناولها موضوع الدراسة ومن المعلمين من يعد هذه المشكلة سلفا ويقوم بطباعتها وتوزيعها فتدور حوله بمناقشة مبدئية مثل السير في الدرس أو عرض فيلم أو إجراء التجربة أو القيام برحلة حتى يصبح بذلك لهذه الخبرة هدف واضح يسعى الطلاب من ورائه إلى الحصول على المعرفة التي تساعده على الإجابة عن هذه الأسئلة أو حل ما أثير من مشكلات محددة .
ب- مرحلة الاستخدام وتشمل :
1- تهيئة أذهان الطلاب.
2- اختيار الوقت المناسب.
4- إشراك الطلاب.

ج- مرحلة التقويم وتشمل :
1- تقويم الطلاب .
2- تقويم الوسيلة .

كثيرا ما تنتهي مهمة الوسائل التعليمية عند المعلم بمجرد الانتهاء من استخدامها فينصرف الطلاب مباشرة بعد عرض الفيلم أو إجراء التجارب أو عرض الخرائط أو مشاهدة البرنامج التلفزيوني…الخ ويعتبر ذلك استخدام مبتور للوسائل التعليمية لا يؤدي الغرض من استخدامها .

ولتحقق الوسائل التعليمية الأهداف التي رسمها المعلم لاستخدامها يجب أن يعقب ذلك فترة للتقييم لكي يتأكد المعلم أن الأهداف التي حددها قد أنجزت وأن التعلم المنشود قد تحقق وأن الوسيلة التي استعملها تتناسب مع هذه الأهداف.

دـ مرحلة المتابعة :
من المفروض أن اكتساب الخبرة يؤدي إلى زيادة الرغبة في تنمية هذه الخبرة واكتساب خبرات جديدة وينبغي أن يعمل المعلم عن طريق استخدام الوسائل التعليمية إلى تحقيق ذلك .
ولا شك أن بعض الأسئلة التي أثارها موضوع الدرس يثير في الوقت نفسه تساؤلات كثيرة تتصل بهذه الأسئلة كما يختلف الطلاب بدرجات متفاوتة في مدى الاستفادة من هذه الوسائل التعليمية و لذلك يجب على المعلم أن يقوم بتهيئة مجالات الخبرة لاستكمال واستمرار عملية التعلم ولذلك يعقب استخدام الوسائل التعليمية كثير من المناقشة و الحوار للإجابة عما أثير من أسئلة وتوضيح المفاهيم الجديدة وربطها بالخبرات السابقة عن طريق بيان أوجه الشبه والخلاف بينها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://orientation.forumalgerie.net
 
صعوبات التعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أوجه الشبه والاختلاف بين صعوبات التعلم (إعاقات التعلم) وبطء التعلم والتأخر الدراسي
» صعوبات التعلم PDF
» الخبير التعليمي المستشار في صعوبات التعلم والمرحلة الأساسية المفكر التربوي إبراهيم رشيد
» اثر برنامج ارشادي لمعلمات التربية الخاصة في تعديل السلوك العدواني لبطيئي التعلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الإرشاد و التوجيه :: مقاييس السداسي الأول -ماستر إرشاد و توجيه- :: الإرشاد المدرسي-
انتقل الى: