قضية علم النفس عندنا ، بمعنى إشكالية الطرح، تبدو مستعصية ، إذ استعصى علينا العبور من العناوين (و ما تحمله من مصطلحات) و طرح الإشكاليات إلى علم النفس نفسه، لعدة أسباب أهمها في نظرنا هو المتغير الثقافي في الوطن الجزائري . حيث ينبغي علينا تحرير علم النفس بكل نظرياته من مركزيته الغربية و البحث عن العائد المعرفي لدلالة المصطلحات عندنا، فمثلا هل حين يهذي الغربي ( الأوربي/الأمريكي) هو نفسه هذيان الجزائري، و هل الأسرة كمفهوم هو ذاته عندنا، و المدرسة وووو ... فالعجز في مثل هذه الحالات يسمح للماضوية أن تسلبنا حاضرنا و ذلك حين نتحدث عن علم النفس الاسلامي مثلا أو الإرشاد الديني دون أن نستنطق القرآن الكريم بقراءتنا نحن لا قراءة السلف الصالح لأن سقفنا المعرفي يختلف عن سقفهم المعرفي، أو تسلبنا الحضارة الغربية بفلسفتها الوضعية فنصبح كذلك العبد الكَل على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير. إذاً كيف نعبُر إلى تجديد علم النفس إن صح التعبير ؟ التجديد بمعنى بلورته و ذلك بتكييفه على منوالنا .
لعريض حسني.